أحكام الزواج في الاسلام

As disposições do casamento em islâmica professor de Direito Dr. Ibrahim Mohammed Mansour Shahat

التطبيق عبارة كتاب لحكمة مشروعية الزواج :

فائدة الزواج ومقاصده تظهر في حفظ النسل التي حث الإسـلام عل

وجعلها من مقاصده، كما يظهر أثره في التمتع واللذة بوضع الشهوة في مكانهـا

الصحيح الذي رسمته لنا الشريعة الإسلامية فـلا تخلـط الأنـساب ولا تنتهـك

الأعراض.

فبه تصل النفس الإنسانية إلى أعلى درجات التقدم والرقـي فـي جميـع

مراحل الحياة لما فيه من وصول النفس الفاضلة إلى أمنها ومستقرها ومسكنها قال

تعالى : )ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعـل بيـنكم

حمة

مودة ور .( فالزواج ما هو إلا حقوق وواجبات اجتماعية تقـع علـى كاهـل

الزوجين إذا طبقت على الوجه المشروع الذي جاءت به الشريعة الإسلامية كانت

مصدر خير ونعمة وسعادة، وهناء للحياة الزوجية، كما أن فيـه حفـظ النـوع

الإنساني بتدرجه في مدارج الرقي والكمال بالتناسل الشريف القوي، لأن الزنا لا

يحفظ هذا النوع ، وأن حفظه ففي ظل حياة وضيعة مفككة الوصال يلفظها كـل

مجتمع سليم.

دليل مشروعية الزواج أو النكاح :

الزواج مشروعيته ثابتة بالكتاب والسنة والإجماع:

أما الكتاب فمنه قوله تعالى )فانكحوا ما طاب لكم من النـساء مثنـى، وثـلاث

ورباع.( وقوله تعالى : )وأنكحوا الآيامى منكم والصالحين من عبادكم وإماءكم.(

سنـة

من ال :

-١قوله صلى االله عليه وسلم )يا معشر الشباب من استطاع مـنكم البـاءة

فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.(

-٢عن أبي ذر الغفاري رضي االله عنه قال دخل على رسول االله صلى االله

عليه وسلم رجل يقال عكاف بن بشر التميمي فقال له النبـي صـلى االله

لم

عليه وس )هل لك من زوجة ؟ قال لا، قال: وأنت موسر بخير؟ قـال

وأنا موسر بخير، قال : )أنت إذاً من إخوان الشياطين، لـو كنـت مـن

النصارى كنت من رهبانهم، إن من سنتنا النكاح شراركم عزابكم وأرازل

بكم

موتاكم عزا .(

-٣وعن أنس بن مالك رضي االله عنه أن نفراً من أصحاب النبي صلى االله

عليه وسلم سألوا عن أفعال النبي فلما أخبروا بها كأنهم تقالوهـا فقـال

بعضهم لا أتزوج النساء، وقال الآخر : أصلي ولا أنام، وقال بعـضهم :

أصوم ولا أفطر، فلما علم النبي صلى االله عليه وسلم بما قالوا فقال )مـا

بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأتزوج النساء

فمن رغب عن سنتي فليس مني.(

-٤عن قتادة عن الحسن عن سمرة أن النبي نهى عن التبتل وقرأ قتادة )ولقد

أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية(، فهذه الآيات القرآنيـة

والأحاديث النبوية تحض على الزواج وترغب فيه، ولقد فهـم الـسلف

الصالح من هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة مدى حرص الشارع

على إقامة هذه الرابطة والترغيب فيها، ولذلك تراهم يحرصـون علـى

الزواج وينصحون به باعتباره حصناً منيعاً لهم من الوقوع في الرزيلـة

وطريقاً إلى حفظ النسل والمحافظة على النوع الإنساني.

الإجمـاع :

أجمع المسلمون من وقت الرسول صلى االله عليه وسلم إلى يومنا هذا على

عاً

ما

مشروعية الزواج فكان إج .

حكم النكـاح :

إذا كان الإسلام قد رغب في الزواج وحث عليه كما علمنا مـن خـلال

الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة إلا أن الوصف الشرعي الذي يناسـب كـل

مكلف يختلف عن الآخر باختلاف مقدرته المالية واستعداداته الجسمانية والخلقية

فالزواج قد يكون لبعض الناس واجباً وقد يكون للبعض الآخر حراماً كما يكـون

للبعض الآخر مستحباً، ولذلك فإن الزواج تعتري مشروعيته الأحكام التكليفيـة إذ

أنه – كما قلنا – يختلف باختلاف الناس من حيث القدرة على القيـام بواجبـات

النكاح من الأعباء المالية والحقوق والواجبات الزواجية، وهـذه الأحكـام التـي

تعتري هذه المشروعية هي :

-١الوجوب : فيكون الزواج واجباً إذا كان الشخص تتوق نفسه إلى النكاح وهو

قادر على تكاليف الزواج المالية والقيام بالحقوق والواجبـات الزوجيـة دون

أضرار بالزوجية ويغلب على ظنه الوقوع في الزنا لو لم يتزوج.

-٢النــدب : إذا كان الشخص يتوق إلى النكاح ولكن يأمن على نفـسه مـن

الوقوع في الزنا لو لم يتزوج، ولديه القدرة على تحمل مؤن النكاح ولا يخشى

منه الإخلال بالحقوق الزوجية – وهذه هي الحالة الغالبة بين الناس – والقول

بسنة النكاح وندبه في هذه الحالة هو ما يقرره عامة الفقهاء. وقد خالف فـي

ذلك الظاهرية حيث قالوا بوجوب النكاح في هذه الحالة.